تُشير دراسةٌ حديثَة إلى أنَّ الاستخدامَ طويل الأمد
للأسبيرين قد يزيد بشكلٍ بسيط من خطر الإصابة بالتنكُّس البُقعي المُتعلِّق
بالتقدُّم في السنِّ، و المعروف بأنَّه أحدُ الأسباب المُؤدِّية إلى فقدان
البصر عندَ كبار السنِّ.
يُقدَّر أنَّ نسبةً تصل إلى 19
في المائة من البالغين في أمريكا يستخدمون الأسبيرين بشكلٍ مُنتظم،
بسبب فوائده من ناحية وقاية القلب و الأوعية غالباً . كما أنَّ استخدامَه
يزداد مع التقدُّم في السنِّ. و ترتفع مُعدَّلاتُ حدوث التنكُّس البُقعي
المُتعلِّق بالتقدُّم في السنِّ عند الكِبار أيضاً، ممَّا يجعل هذا
الارتباطَ جديراً بالدراسة، كما قال مُعدُّو الدراسة .
وجدت
الدراسةُ أنَّ الخطرَ المُحتمل بسيط، لكنَّه هامٌّ من ناحية إحصائيَّة،
و هو "يحتاج إلى الموازنة مع المعدَّلات الهامَّة للمرض و الوفيَّات بالنسبة
لأمراض القلب و الأوعية التي تُعالَج بشكلٍ غير كافٍ "، كما قالت جي جين
وانغ، الباحثة الرئيسية للدراسة لدى مركز أبحاث الرؤية في جامعة سيدني.
"كما
أنَّ الخطرَ المُرتفع للإصابة بالتنكُّس البُقعي المُتعلِّق بالتقدُّم في
السنِّ اكتُشِف بعدَ 10 أو 15 عاماً، ممَّا يُشير إلى أنَّ مُعايرةَ الجرعة
التراكميَّة للأسبيرين قد يكون هاماً".
"رغم أهميَّة
الأسبيرين كواحدٍ من الأدوية الأكثر فعَّاليةً في الوقاية من أمراض القلب
و الأوعية، لوحظ ترافُقُ استخدامه المُنتظم و على المدى الطويل بآثار
جانبيَّة ضائرة أو غير مُؤاتية " . لا تزال نتائجُ الدراسة بخصوص صِلة
الأسبيرين بالتنكُّس البُقعي مُتضاربةً حتى الآن.
جَمعَت
الدراسةُ بيانات أكثر من 2300 شخص استخدموا الأسبيرين لمرَّة واحدة أو أكثر
في الأسبوع (كاستخدام مُنتظَم)، و خضع المُشاركون إلى أربعة اختبارات
للعين على مدى 15 عاماً .
استخدم حوالي 11 في المائة من
المرضى الأسبيرين بشكل مُنتظم؛ و بعدَ 15 عاماً، أُصيب 25 في المائة تقريباً
من مُستخدمي الأسبيرين بما يُدعى التنكُّس البُقعي حديث التَّوعِّي
و المُتعلِّق بالتقدُّم في السنِّ .
كان المُعدَّلُ التراكمي حوالي 9 في المائة بين مُستخدمي الأسبيرين مُقارنةً بأقلَّ من 4 في المائة عند غير المُستخدمين له .
لكن قالت وانغ: يجب عدمُ قرع جرس الخطر بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأسبيرين لفوائده الوقائيّة من ناحية القلب و السكتة .
"حالياً
لدينا دليلٌ غير كافٍ للنصح بتغيير الممارسة السريريَّة، اللهمَّ باستثناء
حالات المرضى الذين لديهم عوامل خطر قويَّة للإصابة بالتنكُّس البُقعيِّ،
كوجود تنكُّس بُقعي متعلِّق بالتقدُّم في السنِّ في عين واحدة".
قال
الدكتور جريج فونار، و الناطق باسم الجمعيَّة الأمريكيَّة للقلب و أستاذ
طبِّ القلب في جامعة كاليفورنيا: "لم تُبرهِن التجاربُ العشوائيَّة الخاضعة
للمُراقبة حولَ استخدام الأسبيرين، مع فترة مُتابعة تصل إلى 10 سنوات، على
أيَّة زيادة في خطر الإصابة بالتنكُّس البُقعي".
"بالنسبة
إلى غالبية المرضى، تفوق فوائدُ استخدام الجرعة المُنخفضة النظاميَّة
للأسبيرين من ناحية أمراض القلب و الأوعية جميعَ المخاطر المُحتمَلة".
"يجب
على الأشخاص الذين وُصِف لهم استخدامُ الأسبيرين للوقاية من أمراض القلب
و الأوعية، بغضِّ النظر عن درجة خطر الإصابة، عدمُ الامتناع عن مُتابعة هذا
العلاج النافع".
قال الدكتور سانجا كاول، مُدير مُختبر
أبحاث فيزيولوجيا الأوعية والخُثار لدى مركز سيدارز سيناي الطبِّي في لوس
أنجلس:
إنَّ الدليلَ غير كافٍ لمعرفة ما إذا كان الأسبيرين يُسبِّب مرض
التنكُّس البُقعيِّ.
"نظراً إلى أنَّ العلاقةَ ليست سَببيَّة، تبقى نتائجُ الدراسة و في أحسن حالاتها افتراضيَّة".
"إنَّ
الدليلَ الذي يدعم استخدامَ الأسبيرين للوقاية من نوبة قلب ثانية أو سكتة
لا يقبل الجَدلَ بالنسبة للمرضى . و لكن، للوقاية من أوَّل نوبة قلبيَّة أو
سكتة، فإنَّ الأدلَّةَ على فوائد الأسبيرين ليست واضحةً، و لذلك يجب أن
يكونَ قرارُ استخدامه مبنيَّاً على الخطر الشخصيِّ و التاريخ المرضي".
"بإمكان
المرضى الذين يستخدمون الأسبيرين بشكلٍ مُنتظمٍ للتخفيف من الألم
التحوُّلُ إلى مُسكِّنات أخرى من أجل تجنُّب الآثار الجانبيَّة المُحتَملة
التي تتضمَّن أيضاً النزف".
وجدت دراسةٌ أخرى حديثة أنَّ
الاستخدامَ المُنتظَم للأسبيرين لمدَّة 10 سنوات على الأقل يزيد بشكل بسيط
من خطر الإصابة بالتنكُّس البُقعيِّ .
قالت كبيرةُ
الباحِثين الدكتورة باربارا كلين، من كلية الطب والصحَّة العامَّة لدى
جامعة ويسكنسون: "تحمل نوباتُ القلب خطراً كبيراً من ناحية الوفاة؛ و من هنا
تبرز المسألةُ التالية: هل تستحقُّ الزيادةُ في الخطر المُحتمل للإصابة
بالتنكُّس البُقعي أن تنالَ اهتماماً أكثر من خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة؟ " .
قالت كلين إنَّ البيانات من دراستها لا تُشير إلى لزومِ توقُّف المرضى عن تناول الأسبيرين للوقاية من نوبات القلب.
SOURCES: Jie Jin Wang, Ph.D., senior research fellow, Center for Vision
Research, University of Sydney, Australia; Gregg Fonarow, M.D.,
spokesman, American Heart Association, and professor, cardiology,
University of California, Los Angeles; Sanjay Kaul, M.D., director,
Vascular Physiology and Thrombosis Research Laboratory, Cedars-Sinai
Medical Center, Los Angeles; Jan. 21, 2013, JAMA Internal Medicine,
online